مش عارف ... أنا حاسس إن مصر بقت دولة للأنطاع، غالباً أعلي نسبة أنطاع في العالم كله
تبقي ماشي في الشارع .... الدنيا زفت و الجو تراب و مش لاقي عربية تركبها في شارع فيصل المرعب، علي فكرة شارع فيصل ده شخصياً ممكن تقعد تكتب عليه سنين و سنين و مش هاتقدر تعرف الخاصية الغريبة إللي فيه إللي بتخلي أي حد بيبدأ في أوله مايوصلش أخره قبل ساعة، رغم إن طوله الكلي مايزيدش عن 12 كيلومتر ، المهم فجاة تلاقي عربية ماشية بضهرها و السواق بتاعها قاعد بيزمر بأسلوب يخليك تفتكر إن الشارع ده الصح بتاعه و إنك كمجرم واقف في طريق مستقبله.
تعدي البيه و تقول مسكين ... أكيد إتزنق في لفة غلط و لا حاجة .... و فجأة تلاقي حد طالع من الشارع إللي قبل الملف بوشه عكس حركة الشارع عشان ياكل الملف إللي قدامه بدل مايحترم نفسه و يمشي في إتجاة الشارع العادي، و في نفس الوقت الميكروباص المتين بيلف من نفس الملف عشان مايكملش الخط لأخره و يركب زباين، و الناس واقفين إستعداداً إنهم يكبسوا عليه و يلحقلوهم كرسي و لا حتي وقفة ببعض من البقية الباقية من الكرامة الإنسانية فيهم .... يقوم السواق الأولاني داخل في جنب أقرب ثلاثة من إللي واقفين و الميكروباص يبتدي يركب و هوا في نص الملف (يعني في عرض الشارع) و الناس بتجري ..... تحس فجأة إنها حالة من النطاعة العامة منتشرة مابين الناس كلها.
بلاش ... بمعجزة ما تقدر تركب العربية الميكروباص و يادوبك الدنيا تمشي... تلاقي ميني باص (ده إللي هوه الكبير بتاع الميكروباص .. وده له قصة عظيمة برده ... بس ما علينا دلوقتي) واقف في نص الشارع بيحاسب حد نازل و قاعد بيتخانق إن الأجرة غليت و الراجل مصر إنه كل يوم بيركبها بريال (رغم إن الأجرة من ساعة ما وعيت علي الشارع ده و هي عمرها ماكانت بريال)، و ما علينا.
الدنيا تتحرك شوية و بعدين تلاقي السكة كلها مقفولة .... أتاري راجل صاحب عربية كارو (عربجي قد الدنيا) ماشي بيتمختر في الشارع و أكنه ماشي لوحده في الصحرا.
اللطيف في الموضوع إنك توصل لحد محطة المترو ... تقعد تنده علي الراجل بعزمك "علي جنب يأسطي" و هوا و لا هوا هنا .. كأن الطبيعي إن الناس مابتنزلش ... بتركب بس .... لغاية ما يتفضل و يتكرم و يسمعك ... و في اللحظة دي تبدأ مأساة تانية ... إنك تنزل فعلاً ... و دي إسمها في كتب التاريخ ملحمة (يمكن يكون سبب الإسم مختلف في الكتب دي، بس ده إحساسي الشخصي) سواق الميكروباص مركب بزيادة جداً لدرجة إن مفيش مكان تحط رجلك فيه ... و حتي لما يبقي فيه .. تحس إن النطاعة المتفشية مسيطرة علي الأداء العام للناس ... محدش عايز يتحرك حتي لو خبطته بكتفك بغباوة عشان يتحرك ... تحس إنك خبطت إللي جنبه.
و هنا تبقي وصلت بحمد الله للمترو ... و من هنا تبدأ مأساة تانية .... بس بعدين بقا
No comments:
Post a Comment